تحرك لقوات الجيش المغربي في منطقة “الكركرات” بالصحراء الغربية

0 43

تبدو أزمة “الكركرات” بين المغرب والبوليساريو في تصاعد. فعقب تحذيرات أطلقتها الجبهة قبل أيام باتجاه الرباط، المغرب يعلن الجمعة ما أسماه “تحرك قواته” من أجل “إعادة إرساء حرية التنقل” المدني والتجاري في المنطقة العازلة.

أعلن المغرب الجمعة (13 تشرين الثاني/نوفمبر)، تحرك قواته في منطقة “الكركرات” العازلة في الصحراء الغربية على الحدود مع موريتانيا، من أجل “إعادة إرساء حرية التنقل” المدني والتجاري في المنطقة، مدينا “استفزازات” جبهة بوليساريو.

وقال بيان رسمي إن هذه العملية تأتي بعد عرقلة أعضاء من جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، الطريق الذي تمر منه خصوصا شاحنات نقل بضائع نحو موريتانيا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء.

كما جاء في بيان لوزارة الخارجية، إن “المغرب قد قرر التحرك في المنطقة العازلة للكركرات في احترام تام للسلطات المخولة له”. وأضاف البيان أن المغرب “بعد أن التزم بأكبر قدر من ضبط النفس، لم يكن أمامه من خيار سوى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لهذه العرقلة… وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري”.

إلى ذلك نقلت وكالة رويترز عن مصدر رفيع المستوى لم تسميه، إن “الجيش المغربي قرر التدخل لرد ميليشيات البوليساريو عن المنطقة بعد أن استنفدنا الصبر والحكمة”. وأضاف “تدخل الجيش لا يكون دائما عن طريق حمل السلاح، وإنما القرار الآن أن يبني الجيش حواجز رملية لسد الثغرات وتأمين مرور الشاحنات والمدنيين”، مشيرا إلى أن “حمل السلاح مستبعد”.

من جهته  أعلن وزير الخارجية الصحراوي أن قوات جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) المدعومة من الجزائر، ترد على الجيش المغربي الذي أعلن إطلاق عملية عسكرية في الصحراء الغربية في منطقة الكركرات العازلة قرب موريتانيا. وقال محمد سالم ولد السالك في اتصال هاتفي من العاصمة الجزائرية مع وكالة فرانس برس “الحرب بدأت. المغرب ألغى وقف إطلاق النار” الموقع في 1991. وأضاف “إنه عدوان”، مؤكدا أن “القوات الصحراوية تجد نفسها في حالة دفاع عن النفس وترد على القوات المغربية”.

ويأتي ذك بعد يوم من تعزيز الجيش الموريتاني لمواقعه على طول الحدود مع الصحراء الغربية. ونقلت أمس الخميس وكالة “فرانس برس” عن مسؤول موريتاني لم تكشف عن اسمه، قوله إن “الجيش عزّز مواقعه على طول الحدود، وهو إجراء عادي للتعامل مع أيّ احتمال”، من دون أن يحدّد المصدر عدد القوات الإضافية التي تمّ نشرها ولا عتادها.  

وتلوح بوادر أزمة جديدة في منطقة “الكركرات” عقب توجيه نحو 200 سائق شاحنة مغربي الأسبوع الماضي نداء استغاثة إلى كلّ من الرباط ونواكشوط، قالوا فيه إنّهم عالقون في هذا المعبر الواقع بين موريتانيا والصحراء الغربية.

والسائقون عالقون في الجانب الموريتاني على حدّ قولهم، بعدما “منعتهم ميليشيات تابعة لانفصاليين” من عبور منطقة الكركرات أثناء عودتهم عبر الحدود البريّة مع موريتانيا، على مسافة نحو 380 كلم شمال نواكشوط، وهي تقع في منطقة عازلة تجري فيها قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة دوريات بانتظام.

والإثنين هدّدت جبهة بوليساريو بإنهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع مع الرباط إذا “أدخلت” المملكة المغربية عسكريين أو مدنيين إلى الكركرات. وسبق أن شهدت الكركرات توتّرات حادة بين بوليساريو والمغرب خصوصاً في مطلع عام 2017. وتحتجّ جبهة بوليساريو على وجود معبر في هذه المنطقة التي يعتبرها الجانب المغربي حيوية للتبادل التجاري مع إفريقيا جنوب الصحراء.

والصّحراء الغربيّة مستعمرة إسبانيّة سابقة تمتدّ على مساحة 266 ألف كيلومتر مربّع، شهدت نزاعًا مسلّحًا حتّى وقف اطلاق النّار عام 1991 بين المغرب الذي ضمّها في 1975 والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) المطالبة باستقلالها مدعومة من الجزائر. وتقدم المغرب بمقترح الحكم الذاتي تحت سيادته لانهاء النزاع، في حين تطالب الجبهة بـ”الاستقلال”. 

You might also like