من المتوقع أن تشهد بيلاروسيا مظاهرات كبيرة الأحد دعت إليها المعارضة ضد حكم الرئيس ألكسندر لوكاشنكو إثر الانتخابات الرئاسية المتهم بتزويرها. في هذا السياق، أمر لوكاشنكو وزير الدفاع السبت باتخاذ “التدابير الأكثر صرامةً” من أجل حماية وحدة أراضي البلاد متهما حلف شمال الأطلسي بنشر قوات في المناطق المجاورة لبلاده. لكن الأطلسي اعتبر أن هذه المزاعم “لا أساس لها”. يذكر أن الرئيس يواجه حركة احتجاج ضده غير مسبوقة على إثر نتائج الانتخابات في 9 آب/أغسطس.
أمر رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو السبت وزير الدفاع باتخاذ “التدابير الأكثر صرامةً” من أجل حماية وحدة أراضي البلاد التي تشهد حركة احتجاج منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 9 آب/أغسطس.
وجاءت تصريحات لوكاشنكو البالغ 65 عاما والذي أعلن عقب انتخابات رئاسية أجريت في 9 آب/أغسطس فوزه بولاية سادسة، خلال تفقّده وحدات عسكرية منتشرة في غرودنو في غرب البلاد قرب الحدود مع بولندا.
وندّد لوكاشنكو الذي يحكم البلاد منذ 26 عاما بالاحتجاجات الأخيرة متّهما القيّمين عليها بتلقي دعم من دول غربية وأعطى توجيهاته للجيش بالدفاع عن غرب البلاد الذي وصفه بأنه “لؤلؤة”. واعتبر الرئيس أن “الأمر يتطلّب اتّخاذ التدابير الأكثر صرامةً لحماية وحدة أراضي بلادنا”.
“اتهامات للأطلسي بنشر قوات له على حدود بيلاروسيا”
ولفت الرئيس البيلاروسي إلى أنه لاحظ “تحركات مهمة لقوات الحلف الأطلسي في المنطقة المجاورة” للحدود البيلاروسية على أراضي بولندا وليتوانيا.
وفي هذا السياق، أعلن لوكاشنكو أن معظم القوات المسلحة البيلاروسية وضعت في حال تأهب.
لكن حلف الأطلسي نفى السبت نشر أي “تعزيزات” عند الحدود مع بيلاروس، مؤكدا أن المزاعم في هذا الإطار “لا أساس لها”.
وجاء في بيان للحلف أن “كل حديث عن وجود تعزيزات لحلف شمال الأطلسي عند الحدود مع بيلاروس لا أساس له. كما سبق وأوضحنا، لا يشكّل حلف شمال الأطلسي أي تهديد لبيلاروس أو أي بلد آخر ولا ينشر تعزيزات عسكرية في المنطقة”.
“مظاهرات حاشدة متوقعة الأحد”
ويواجه لوكاشنكو الذي يؤكد نيله 80 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، حركة احتجاج غير مسبوقة في الجمهورية السوفياتية السابقة.
وكانت المعارضة البيلاروسية قد دعت إلى تظاهرة كبرى في مينسك الأحد، بعدما كانت العاصمة البيلاروسية ومدن أخرى قد شهدت الأسبوع الماضي تحركا احتجاجيا للمطالبة برحيل لوكاشنكو شارك فيه أكثر من مئة ألف شخص.
وشكّلت المعارضة هذا الأسبوع “مجلس تنسيق” هدفه العمل على تحقيق انتقال سياسي في البلاد بعد الانتخابات، لكن السلطات باشرت الخميس ملاحقات قضائية بحقّه بتهمة “المساس بالأمن القومي”.
” زعيمة المعارضة: أنا فخورة جدا بالبيلاروسيين”
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الليتوانية أن مساعد وزير الخارجية الأميركي ستيفن بيغان يجري الأسبوع المقبل زيارة لفيلنيوس وروسيا يبحث خلالها الأوضاع في بيلاروس وتداعيات الانتخابات.
ويلتقي بيغان زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا في العاصمة الليتوانية فيلنيوس. وكانت تيخانوفسكايا قد غادرت بيلاروس بعد انتخابات رئاسية أعلنت فوزها فيها خوفا منن التهديدات التي تعرضت لها، ولجأت إلى ليتوانيا.
والسبت قالت تيخانوفسكايا في كلمة لها: “لسنا خائفين”. وأضافت: “أنا فخورة جدا بالبيلاروسيين الآن لأنهم بعد 26 عاما من الخوف باتوا مستعدين للدفاع عن حقوقهم”.
وتابعت “أدعوهم إلى مواصلة تحركاتهم وعدم التوقف، لأن من المهم الآن أن نبقى متحدين في النضال من أجل الحقوق”.
” الاتحاد الأوروبي لم يعترف بفوز لوكاشنكو”
وهذا الأسبوع أعلن الاتحاد الأوروبي أنه لا يعترف بفوز لوكاشنكو بولاية رئاسية سادسة وتعهّد فرض عقوبات على عدد كبير من الأشخاص المسؤولين عن التلاعب بنتائج التصويت وعن حملة قمع المحتجين.
ورفض لوكاشنكو إجراء انتخابات جديدة والدعوات التي تطالبه بالاستقالة، متّهما المعارضة بأنها تحاول الاستيلاء على السلطة. والجمعة أكد لوكاشنكو أنه “سيعالج مشكلة” الحركة الاحتجاجية.