يدلي البولنديون القلقون على مستقبل الديموقراطية ومن الأزمة الاقتصادية، الأحد بأصواتهم في دورة أولى من انتخابات رئاسية تشهد منافسة حادة وتعد حاسمة لمستقبل الحكومة اليمينية القومية.
وستفتح مراكز الاقتراع من الساعة السابعة إلى الساعة 21,00 (05,00 إلى 19,00 ت غ) لهذه الانتخابات التي يتنافس فيها عشرة مرشحين ويأمل الرئيس اليميني القومي المنتهية ولايته أدريه دودا (48 عاما) في الفوز بولاية ثانية على اثرها.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة في الدورة الثانية من الاقتراع ستكون بين دودا وخصمه رئيس بلدية وارسو الليبرالي رفال تزاركوفسكي (48 عاما) الذي ينتمي إلى “المنتدى المدني” أكبر أحزاب المعارضة.
وسيشكل فوز لتزاركوفسكي ضربة قاسية لحكومة حزب القانون والعدالة الذي أطلق سلسلة من الإصلاحات المثيرة للجدل خصوصا في مجال القضاء.
لكن الشركاء الأوروبيين لبولندا انتقدوا إصلاحات الحكومة الشعبوية، مؤكدين أنها تؤدي إلى تآكل الديموقراطية بعد ثلاثة عقود على سقوط الشيوعية.
إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يعتبر حكومة حزب القانون والعدالة حليفا أوروبيا أساسيا، أعطى مباركته لدودا هذا الأسبوع.
وكانت زيارة الرئيس البولندي إلى واشنطن هذا الأسبوع الأولى لرئيس دولة أجنبي إلى الولايات المتحدة منذ بدء انتشار فيروس كورونا المستجد قبل أربعة أيام من الانتخابات.
وطغت أزمة كورونا على الاقتراع الذي اضطرت السلطات لإرجائه من أيار/مايو إلى حزيران/يونيو بسببها.
وتشير البيانات الرسمية إلى إصابة أكثر من 33 ألف شخص ووفاة أكثر من 1400 آخرين بفيروس كورونا المستجد في بولندا. لكن وزير الصحة اعترف بأن عدد الإصابات التي لم ترصد قد يبلغ 1,6 مليون في هذا البلد الذي يضم 38 مليون نسمة.
ووعد دودا البولنديين بالدفاع عن سلسلة من الامتيازات الاجتماعية التي أطلقها الحزب الحاكم منها مساعدات للأطفال وإعادة النظر في رواتب التقاعد، وهي حجة أساسية للشعبويين الذين نجحوا بفضل ذلك في الفوز بولاية ثانية في الانتخابات التشريعية في تشرين الأول/أكتوبر.
ودعم الرئيس هجمات حزب القانون والعدالة ضد حقوق المثليين والقيم الغربية، ويرى معارضوه فيها محاولة لصرف الانتباه عن شبهات الفساد بحق مسؤولين كبار في الحزب في إدارة أزمة كوفيد-19.
وأثارت هجمات الرئيس البولندي احتجاجات في بولندا والخارج.
وعبر حملته التي ترفع شعار “كفى” تعهد خصمه تزاركوفسكي بتصحيح العلاقات مع المفوضية الأوروبية.
منذ وصوله إلى سدة الحكم في 2015 غير دودا وحزبه المشهد السياسي في بولندا من خلال تأجيج التوتر مع الاتحاد الأوروبي وممارسة ضغوط من خلال مؤسسات ووسائل اعلام حكومية.